زرياب من
ويكيبيديا،
الموسوعة
الحرة حديقة
زرياب، صورة
مصغرة من
القرن
السادس عشر. زرياب هو أبو
الحسن علي بن
نافع مولى
المهدي
الخليفة
العباسي. زرياب
ولقبه هو اسم
طير أسود
اللون عذب
الصوت من
الموصل وله
اسهامات
بارزة في
الموسيقى
العربية والشرقية. ولد
زرياب في
الموصل ونشأ
في بغداد
وكان تلميذا لإسحق الموصلي
بصورة سرية
إلى أن أتقن
فن الغناء
عليه ففي ذات
يوم طلب
الخليفة هارون
الرشيد من
إسحق
الموصلي أن
يأتي معه
بمغن جديد
يجيد الغناء،
فأحضر إسحق
زرياب
فاستأذن من
الخليفة بأن
يغني فأذن له: يا
أيها الملك
الميمون
طائره هارون
راح إليك الناس
وابتكروا إلى أن
أكمل نوبته
فطار الرشيد
فرحا وتعجب
منه كثيرا
وطلب من
أستاذه إسحق
أن يعتز به،
إلا أن إسحاق
داخله الحسد
والحقد فهدد
زرياب وخيره
بالخروج من
بغداد أو أن
يغتاله،
فرجح زرياب
الخروج من
بغداد فخرج
وتوجه إلى الأندلس
وكان
الخليفة
هناك آنذاك عبد
الرحمن
الثاني،
فكتب زرياب
إلى الخليفة
يستأذنه
بالدخول إلى
بلاطه فرد
عليه حسنا
ورحب به،
وبعد أن دخل
بلاط الخليفة
وأصبح من
حاشيته غنى
بحضرته وما
أن سمعه الخليفة
حتى شغف به
وقربه إليه
وأصبح نديمه
ومن أقرب
الناس إليه.
وعندما
اشتهر زرياب
في الأندلس
وتمركز بها
وقد لقب
زرياب
بالقرطبي إذ
بدأ نشاطه في
مدينة قرطبة
فأسس دار
المدنيات
للغناء
وللموسيقى
يضم أبناءه
الثمانية
وابنتيه
إضافة إلى
عدد آخر من
المغنين
وتعتبر هذه
أول مدرسة
أسست لتعليم
علم
الموسيقى
والغناء
وأساليبها
وقواعدها. كان
الموسيقار
والمطرب
زرياب يقوم
بدور كريستيان
ديور.. فهو
الذي نقل
أجمل ما في
بغداد إلى
قرطبة ومنها
إلى الأندلس.
وهو وحده
الذي نقل
أحسن
الأقمشة وأزهى
الألوان من
بيوت
الخلفاء إلى
بيوت النبلاء.
وهو الذي أتى
معه من بغداد
بمعجون
الأسنان
ومزيلات
العرق
والعطور
والعجائن
العطرية كالصابون
العطري. وكتب
تاريخ
الأندلس
تعطي من
صفحاتها
مساحات كبيرة
للرجل
الأسطورة
زرياب وتنسب
إليه أنه
ارتقى
بالذوق
العام في
الأندلس.. دون
الرجال
والنساء..
ووصفوه بأنه
الرجل الشيك
في كلامه
وطعامه. وأنه
كان يلفت
الأنظار إلى
طريقته في
الكلام
والجلوس إلى
المائدة أيضا.
وكيف يأكل
على مهل
ويمضغ
ويتحدث
ويشرب بأناقة.
وكان يكره
مثل هذه
الكلمات: يحب
الشراب..
ويلتهم
الطعام..
ويحشر اللحم
والأرز في
جانب من الفم..
وكان يضع على
مائدته
الكثير من
المناديل،
هذه لليدين
وهذا
للشفتين
وهذا للجبهة
وهذا للعنق..
وهو أول من
لفت أنظار
النساء إلى
أن مناديل
المرأة يجب
أن تكون
مختلفة اللون
والحجم وأن
تكون معطرة
أيضا.
وهي أن
يجلس
المبتدئ في
مكان عال ثم
يوعز إليه
بأن يصبح
بجواب صوته
ثم ينزل
تدريجيا إلى
قراره،
وبهذه
الطريقة كان
يعرف مدى
صوته وحلاوته. وقد
نقل زرياب من
بغداد إلى
الأندلس
طريقتين في
الغناء
والموسيقى
هما:
زرياب
يزيد في
العود وترا زاد
زرياب
بالأندلس في
أوتار عوده
وتراً خامساً
اختراعاً
منه، إذ لم
يزل العودُ
بأربعة أوتار
على الصنعة
القديمة،
فزاد عليها
وتراً آخر
متوسطاً،
فاكتسب به
عوده ألطَفَ
معنى وأكمل
فائدة. وهو
الذي اخترع
بالأندلس
مضراب العود
من قوادم
النسر،
بدلاً من مرهف الخشب.
وأبدع زرياب
في تنسيق
الألحان،
حتى توهّم أن الجن هي
التي
تعلّمه؛ ولا عجب
فقد ورث هذا
الشعور من
أستاذه إسحاق
الموصلي
الذي ورثه عن
أبيه إبراهيم
الموصلي
وعن عمه أبو
لمامه. طريقته
في تخريج
المغنّين كان
زرياب إذا
أراد أن
يعلّم
تلميذاً
أمره بالقعود
على وسادة
مدوّرة، فإن
كان ليّن
الصوت أمره
أن يشد على
بطنه عمامة؛
لأن ذلك يقوي
الصوت، فلا
يجد متسعاً
في الجوف عند
الخروج من الفم.
فإن كان لا
يقدر على أن
يفتح فاه، أو
كانت عادته
أن يضمّ
أسنانه عند
النطق، أمره بأن
يدخل في فيه
قطعة خشب
عرضها ثلاثة
أصابع، يُبيتها
في فمه ليالي
حتى ينفرج
فكاه. وإلى زرياب
يرجع الفضل
في تعليم الجواري
الغناء في
عصره والعزف
على العود،
ومن هؤلاء غِزلان وهُنَيدة،
ومنهن منفعة
التي اشتهرت
بفرط
جمالها، وقد
أعجب بها (عبد
الرحمن)،
فأهداها
زرياب إليه،
فحظيت عنده. وصفوة
القول أن
زرياب لم
ينقل إلى
المجتمع الأندلسي
فنون
الموسيقى
وضروب
الغناء فقط،
وإنما نقل
إليه أوجه
الحياة
الحضارية
التي كان المشارقة
ينعمون بها،
فكان بذلك من
أهم عوامل التواصل
بين مشرق
العالم
الإسلامي
ومغربه في
ذلك العصر. وفاته توفي
في قرطبة سنة 230 هـ
الموافق 845
م. |